بسم الله الرحمن الرحيم
طبعًا جرت العادة أن الإعلام المصري في بلادنا يستخدم سياسة مساحيق التجميل، يعني إيه
يعني يدي الناس جانبا معنويا إن البلد حلوة والظروف حلوة وكل شيء جميل، هذه تسمى السياسة الوردية وهذا أمر فيه ناحية نفسية حلوة، تشجع الناس على التحمل، وغدا أحسن، وشيء من هذا القبيل
لكن لأول مرة بصراحة، تفاجأت بهذا الخبر، الجهاز المركزي للإحصاء يقدم خبرا مفزعا للناس ويخالف السياسة الإعلامية التي تسير عليها الدولة
أنا قلت لك: إن الدولة تسير على سياسة اسمها المسايرة، يعني كله يسايس الأمور بحيث الأمور تعدي والسفينة لا تغرق الحمد لله
لكن الجهاز المركزي للإحصاء خالف المسايرة، وتحول للمغايرة، فأعطانا تقريرًا مفزعًا
هو كان زمان التقارير بتقول نسبة البطالة في بلادنا صغيرة، والوضع تحت السيطرة، وشيء من هذا القبيل
لكن الجهاز المركزي المرة دي أخذ حبوب وفيتامينات الشجاعة على طريقة الأفلام المصرية القديمة، أخذت فيتامينات الشجاعة وطلع تقرير غريب جدًّا، لكنه صادق
نحن لم نعتد على الأخبار اللي هي الفجة، اللي هي تفتح بطن المريض، وتطلع منه الداء
تعودنا على مساحيق تجميل، بتجملنا وتحلينا، وتبيضنا، وهكذا.
بعد هذه المقدمة المهمة نقرأ بقى الخبر:
الجهاز المركزي للإحصاء: زيادة معدل البطالة إلى 8% من إجمالي قوة العمل في خلال الربع الثالث من العام الجاري، بارتفاع 2% عن العام السابق.
الكلام كلام خطيرًا جدًّا
البطالة في بلادنا ارتفعت 2% عن العام السابق، هذا الكلام يختلف مع السياسة التي ينتهجها السيد الرئيس
السيد الرئيس يبني مدنا جديدة، يعني محتاج يشغل الناس، أم نستورد عمال أجانب علشان نعمل مدن جديدة
الأمر الثاني الدولة تستصلح الصحراء وتعمل مزارع نخيل وكذا وكذا، في كل أنحاء الصحراء الشرقية والغربية،
الدولة بتفتح مصانع ولا بتغلق مصانع، هذه أيضا تحتاج عمالة
مع الهمة العالية التي عند السيد الرئيس إن تكون عندنا تناقص في البطالة فضلًا عن بعض البلاد العربية بدأت تطلب عمالة مصرية لكي تعيد العمران فيها، وعلى رأسها العراق الشقيق وليبيا الشقيقة
، فضلًا عن بعض الجهات بعلن عن توظيف موظفين بأرقام أو مرتبات لا بأس بها
يعني السياق العام للدولة أنها نشطة وفعالة وتعمل مدنا وتنشئ مزارع وكذا
وفخامة الرئيس يفتتح كل يوم مشروعات عملاقة، المفروض يتزامن مع هذا إن البطالة تقل ولا تزيد.
معنى أنها تزيد فيه حاجة غلط، بصراحة يعني، والله لست أهاجم
أنا إنسان وطني جدًّا ومحب للوطن، ومحب للعدل ومحب للعدالة ومساعد للفقراء وللشباب والفتيات
